کد مطلب:306532 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:258

فتی الاسلام یتلقی طعنة الموت


.. وها هو علی مسجی علی فراش النبی ببرده الخضرمیة.. و قد لعبت علی شفتیه طیف ابتسامة، و هو یترقب طعنة الموت من سیف حانق..

فما الموت بالنسبة لعلی إلّا وسیلة إلی حیاة عقیدته.. و من قبل كانت مناه المنشود (الشهادة)..

ایام (الشعب والحصار)، و ایام كانت كتفاه تقی النبی لكمات الكفار حینما كان ینادی صلی اللَّه علیه و آله و سلم:

«قولوا لا اله الا اللَّه تفلحوا»..

فما كانت تلحفه ضربات الحجارة، إلّا سعادة و غبطة لا توصف اذ یری نفسه عضیداً لمحد صلی اللَّه علیه و آله و سلم مطیعاً له فیما یأمره..

.. فأن كانت الطمأنینة قد ملئت قلبك فهو الحق سیدتی، فمن هو مثل علی الذی یفدی روحه فی سبیل نبیه، و خیر دلیل ان النبی استودعك عنده فی حصنه المتدرع بالایمان.

وها هو رب العرش العظیم یباهی (و كما ذكر العامة و الخاصة) به بین الملائكة،حینما اوحی الی جبرائیل و میكائیل: «انی آخیت بینكما و جعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأیكما یؤثر صاحبه بالحیاة».

فاختار كلاهما الحیاة، فأوحی اللَّه عز و جل إلیهما:

«الا كنتما مثل علی بن أبی طالب آخیت بینه و بین محمد صلی اللَّه علیه و آله و سلم فبات علی فراشه یفدیه بنفسه و یؤثره بالحیاة أهبطا الی الأرض فاحفظاه من عدوی» فنزلا فكان جبرائیل عند رأسه و میكائیل عند رجلیه و جبرائیل ینادی:بخ بخ من مثلك یا بن ابی طالب یباهی اللَّه به الملائكة.

فانزل اللَّه عز و جل: (و من الناس من یشتری نفسه ابتغاء مرضات اللَّه و اللَّه رءوف


بالعباد) [1] .

اجل تحمل هذه المسؤولیة العظمی علی بن أبی طالب علیه السلام و ای مسؤولیة، حفظ الاسلام و ذلك بحفظ نبیه من شر الاعداء فتصدی لهم حینما فدی نفسه من اجل هذا الدین و نبیه.

.. فی حین التمعت شفرات سیوف الاعداء، و انعكست علی وجوهٍ ما عرفت الخوف ابداً.

هو ذا علی ینتظر فشل مؤامراتهم، و قد التمعت عیناه ببریق السخریة، فمحمد صلی اللَّه علیه و آله و سلم قد نجی من كید هؤلاء، و هو مستبشر بنجاته.

.. انقضی الفجر مولیاه ظهره بأطیاف من الفرح حینما فشل الكفار، فیا للعار یا اهل قریش، كنتم تبغون قتل الاسلام و ما كنتم تعلمون ان الوقت قد مضی، فقد صنع الاسلام رجلاً كعلی لا یهاب و لا یرهب رنین السیوف ما دام یحمل بین


اساریرة كلمة اللَّه ممزوجة بفدائه نفسه فی سبیل اسلامه.

اما الآن فقد دفنت امانیكم فی طوایا الدهور، و یستضحك منكم وجوه منعمة بحب اللَّه، و هی تری امامها رافع لواء الخیر والعدل والسلام، سالماً ترعاه نسمة الخالق و عینه.. فكما تجرأ الفتی النبیل الباسل علیكم و سلب امانیكم، فالیوم هو كذلك یسخر منكم من جدید.. حینما استلم رسالة نبیه یأمره فیها بالخروج من مكة، والهجرة للمدینة لیلتحقوا به صلی اللَّه علیه و آله و سلم.


[1] الآية في سورة البقرة 207، و الرواية في: اسدالغابة ج 4 ص 25، المستجاد للتنوخي ص 10، ثمرات الاوراق ص 303، تفسير البرهان ج 1 ص 207، احياء العلوم ج 3 ص 258، تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 39، كفاية الطالب ص 239،شواهد التنزيل ج 1 ص 97، نورالابصار ص 86، الفصول المهمة لابن الصباغ ص 31، تذكرة الخواص ص 35، عن الثعلبي و تاريخ الخميس ج 1 ص 325 و 326. البحار ج 19 ص 39 و ص 64 و ص 85 عن الثعلبي في كنز الفوائد.. و عن الفضائل لأحمد ص 124- 125، و عن الروضة ص 119، و أمالي الشيخ الطوسي ج 2، ص 83، و أبوالسعادات في فضائل العشرة، و الغزالي في الاحياء، و في كيمياء السعادة عن عمار و ابن بابويه، و ابن شاذان و الكليني، والطوسي، و ابن عقدة، والبرقي، و ان فياض، والعبدلي، والصفواني، والثقفي بأسانيدهم عن ابن عباس، و أبي رافع و هند بن أبي هاله.

والغدير ج 2 ص 48 عن بعض ما تقدم، و عن نزهة المجالس ج 2 ص 209 عن السلفي و نقله المحمودي في هوامش شواهد التنزيل عن بعض ما تقدم و عن أبي الفتوح الرازي ج 2 ص 152 و غاية المرام باب 45 ص 346، و اشار إليه مغلطائي في سيرته 31 والمستطرف، و كنوز الحقائق، ص 31.

راجع: شرح النهج ج 13 ص 262.

راجع: دلائل الصدق ج 2 ص 82.